تهدف هذه الأطروحة إلى تقديم إطار تحليلي نقدي لدور مجتمع المعلومات في تعزيز الأمن الإنساني، وفقا لدراسة الحالة الماليزية. وقد سعت إلى تحقيق أربعة أهداف; الهدف الأول هو فهم بنية كل من الأمن الإنساني ومجتمع المعلومات وطبيعة العلاقة بينهما، والهدف الثاني، استكشاف وتحليل طريقة التعامل الماليزي مع مفهوم مجتمع المعلومات وتحديد أثره على الأمن الإنساني في المجتمع، أما الهدف الثالث، فهو مناقشة وتحليل نقدي لمدى قوة وضعف توظيف مجتمع المعلومات لصالح ترقية الأمن الإنساني في ماليزيا، فيما ركز الهدف الأخير على تطوير إطار منهجي تحليلي من خلال هذه التجربة يساعد في دراسة العلاقة بين مجتمع المعلومات والأمن الإنساني على مستوى المجتمع المحلي. وقد استعملت الدراسة تقنية التثليلث على المستوى النظري والمنهجي والتحليلي، ووظفت كل من المقاربة الأمنية النقدية ومقاربة القدرة الإنسانية ونظرية مجتمع المعلومات كإطار نظري، واتبعت منهج دراسة حالة استكشافية كمنهج رئيسي والمنهجين المختلط والعابر للاختصاصات كمنهجين مساعدين، واستخدمت البحث في الوثائق المختلفة والمقابلات شبه المنظمة مع الخبراء والاستبيان الموزع على طلبة الدراسات العليا بماليزيا كأدوات لجمع المعلومات، وجادلت الدراسة بأن هناك تداخل بين العناصر المكونة لمجتمع المعلومات والعناصر المكونة للأمن الإنساني من حيث ارتباط المفهومين العضوي بالتنمية الإنسانية الشاملة ومن حيث ديناميكية التفاعل بين تلك العناصر، وأن تزايد اهتمام ماليزيا بتوظيف وسائل مجتمع المعلومات في التنمية الإنسانية الشاملة في بعديها المعرفي والاقتصادي أدى إلى تحقيق تقدم في تعزيز أمنها الإنساني، وأن التجربة الماليزية نجحت في توظيف مجتمع المعلومات للاقتراب نحو الأمن الإنساني على مستوى التحرر من الحاجة إلى حد بعيد، إلا أن هناك العديد من العوائق لازالت تواجه نجاحها على مستوى التحرر من الخوف.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا